السبت، 3 سبتمبر 2011

الحلقه الثالثه وحكايتي مع قائد السجن الحربي (( حمزة بسيوني ))

**************************************

                                         
توقفنا في الجزء السابق عندما ارسل لي رئيس الحركة الاسلامية في العباسية الدكتور محمد البحراوي خطاب يطلب فيه مني زيارتهم في ليمان طره وفعلا استخرت الله فوجدت انه لابد من زيارتهم فتوجهت الي الليمان وكان الذي يراقب الزوار صلاح حلمي ضابط مباحث وكان صديقا لخالي المستشار سعد الازهري  وحذره عندما اعلن اسمي في المطلوب القبض عليهم من ظهوري المهم وانا واقف امامهم والزيارة لمده ربع ساعه زيارة سلكية اخرج خطابا من تحت السلك  وقال لي ارجو ان تسلمه لحامد الغمراوي في العباسية صاحب ورشه نجارة لاجل ان يهتم باسر المسجونين هنا ووضعته في جيبي واذا بالزيارة تنتهي  بالصفاره  فيقول صلاح حلمي للمخبرين ورائي امسك الولد دا فضحكت فقال  وبتضحك يعني ..فين الجواب فاعطيته الجواب فقال لي هل تعرفه فقلت نعم صاحب ورشه نجارة في العباسية قال لي انت معاك بطاقه فاخرجت له 3 بطاقات  (شريعه وقانون- وحقوق عين شمس ومدرس قال بلهفه شديدة هو انت يا جرائتك يا اخي يلا بينا ودخلني محطة المترو وحاول ان يفتشني فقلت له ليس معي غير ربع جنيه فقال لي يلا علي الداخلية فذهبنا الي الداخليه  وكتب المحضر وقال لي هل تعرف الدكان بتاع حامد الغمراوي قلت نعم في العباسية  وكان مغلقا يوم الجمعه فقال لي اين منزلة قلت لا اعرف قال يلا علي الحربي   واتجهت معهم الي السجن الحربي وهو الذي يسمي جحيم عبد الناصر وفيه زنزانه للحشرات علي النافذه ومن الداخل  وزنزانه ثلاجة  وزنزانه بوتجاز مشتعل  وقد كان مدير السجن الحربي هو ((حمزة بسيوني )) فحينما اقبلت علي باب السجن  وكان واقفا  اذا به يهجم علي المصحف الذي بيدي  وينزعه بقوة  وجعل يمزقه ويدوس عليه بقدميه  ويصيح قائلا  لو جاء ربكم يا ابن دين الكلب لوضعته في الزنزانه  فصحت فيه مزقك الله يا كافر يا مجرم مزقك الله فاذا بجنوده يهجمون علي ويخلعون ملابسي  واستمر الضرب بالسياط يمزقون جسمي واصبحت كتله من الدم  والقوني في زنزانه الحشرات  وقد شاء الحق عز وجل ان يستجيب دعائي عليه  فقد هجم عليه وهو يركب سيارته في طريق مصر اسكندرية  الفدائي (محمود زينهم )  فمزقه باسياخ الحديد امام زوجته في السيارة  .
واستمر ضربي بالسياط في الزنزانه وفي الليل اخرجوني الي الضابط للتحقيق معي في مكتبه  وبينما انا داخل اذا شاهدت امام المكتب عربه معباه بالرمل والزلط امام حفره  ورايت بداخلها اخا يريدون وأده وحينما دخلت عليه صاح في قائلا شايف اللي امامك في الحفره  هتكون زييه  اذا لم تعترف علي المجموعات السرية  بالعباسية
فقلت له انا لا اعرف عنها شيئا  انا شريعه وقانون ومهمتي نشر الدعوة فصاح في يالا علي الزنزانه  واستمر هذا التعذيب  اربعين يوما  وقد اصبح وزني خمسه وثلاثون  بعد خمسه وثمانين ثم حولوني للمحكمة (محكمة الشعب ) التي اقامها (عويس الغدر) جمال عبد الناصر  لمحاكمة المسجونين بالحربي وكان رئيسها اللواء (صلاح حتاته )والذي وجدوه مده سبعه ايام بشقه سرية طريحا علي الارض بجواره باروكات الشعر وكاسات الخمر  والجوزة والحشيش وهذه هي عاداتهم " فعبد الحكيم عامر مع وردة  وصلاح نصر مع اعتماد خورشيد  والسادات مع همت مصطفي  وغيرهم  وحينما دخلت علي صلاح حتاته  رئيس محكمة الشعب  صاح في  قائلا : هتقولي شريعه وقانون وحقوق عين شمس  ومدرس امشي عشر سنين فضحكت  فتعجب العسكري  قائلا يعني بتضحك  فقلتله  يابني بعد اربعين يوم افقد الوعي مئات المرات تحت التعذيب الرهيب  فالداخل مفقود والخارج مولود ثم رحلوني الي سجن بني سويف  وقد امر جمال عبد الناصر  بترحيل المحكوم عليهم بالاشغال الشاقه من الليمان الي الواحات في الخيام الي ان يقوم ببناء سجن المحاريق بالواحات عنبرين للشيوعيين وعنبر للاخوان لكن الشيوعيين حينما حضر الي مصر (خرشوف ) افرج عنهم  وكانت العنابر نصف للمسجونين الذين يديرون مرافق السجن من فرن ومطبخ ومغسل ورحل من في السجون الي سجن المحاريق  فرحلت مع من رحلو الي المحاريق بالواحات وكان علي راس من رحلوا الي الواحات من الليمان والسجون من الاخوان ( عمر التلمساني وحامد ابو النصر واحمد شريت وقد  توفي بالواحات وهؤلاء من اعضاء مكتب الارشاد وكان يلازمهم (مصطفي مشهور ) ومن قاده الاخوان (اللواء صلاح شادي ) رئيس تنظيم الشرطة للاخوان وهو الذي حكم عليه عويس الغدر بالاعدام ثم خفف الي المؤبد ونفي الي الواحات وحينما عرض عليه جمال عبد الناصر ان يكون وزيرا للداخلية قال له نعم يا سي عويس هو انت فاكرني ( الباقوري ) الذي عينته وزير للاوقاف ثم اقلته واتهمته  بانه زير نساء  وكان اللواء صلاح شادي في السجن محمد رشاد المنيسي  ضابط شرطة ومحمد كمال عبد الرازق  ومن الاخوان حسن عليان ومحمود ابوريه ومصطفي الكومي وعادل فريد ورسمي سلامة  ومحمد عماره  وفوزي نجم وابو الفتوح الشيخ وسعد خميس واحمد حامد وسعد سعيد منسي ومحمد شاكر خليل ورشاد البيومي واحمد كامل وغيرهم  وقد كنت اجلس تحت  شجرة صفصاف اقرأ القران واكتب من الشعر ما يلهمني الله به بالتامل في خلق الله في الواحات من بساتين وطيور متعدده مما اذكره من قولي عن الطيور المتعدده
أرايت ابلق الفصاد مودعا
وكحيل تشكو لليمام قراها
تنساب في الافق الرحيب كانها عنقود فوق صدر سماها
سبحان رب الكون ابدع ايه
ايات لا تحصي ولن يغيب سناها
وبينما انا جالس اقرأ واكتب  اذا بمصطفي مشهور يسرع وبيده قلم وورقه فناديته (فيه ايه يا مصطفي ) فقال وقد خبأ القلم والورقه في جيبه (مفيش حاجة ) واسرع الخطواط فذهبت الي (حسن عليان) من عرب جهينه بلد الاستا حسن الهضيبي اساله عما رايته   من مصطفي مشهور فقال ليه يعني انت مش عارف؟؟ فقلت عارف ايه ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق